الدّين البهائيّ هو ديانة توحيديّة تقوم على تعاليم كلّ من حضرة الباب وحضرة بهاء الله، كلّ منهما تلقّى وحيًا مباشرًا من الله. تؤمن البهائيّة بصحّة وحقيقة جميع الدّيانات العالميّة الرّئيسيّة الأخرى، لكنها ليست طائفة أو فرعًا لأيّ منها. ينعكس طابعها المستقلّ في نظرتها الفريدة للعالم، وفي الهيكل المجتمعيّ الذي يستند على الكتب المقدّسة والأحكام الدّينيّة والتّقويم الخاصّ بها.
يؤمن البهائيّون بأنّ الله، خالق الأكوان، قام بتعليم البشريّة عبر التّاريخ عن طريق إرسال الأنبياء أو الرّسل ومن جملتهم إبراهيم وموسى ويسوع المسيح ومحمد، وكريشنا وبوذا وزرادشت عليهم السّلام الّذين أسّسوا أديان العالم الرّئيسيّة.
كما يؤمن البهائيّون أنّ جميع الأديان تأتي من نفس المصدر، وهي جزء من عمليّة تعليميّة واحدة مستمرّة. يعترف البهائيّون بوجود رسولين لهذا العصر هما حضرة الباب وحضرة بهاء الله.
رسالة حضرة بهاء الله موجّهة إلى عالمٍ تنتشر فيه معرفة القراءة والكتابة على نطاقٍ واسعٍ، ويجمع بين التّطوّر الاجتماعيّ والتّقدّم التّكنولوجي ممّا جعل الوقت مناسبًا وضروريًّا لمعالجة المشكلات في سياقٍ عالميّ. الهدف الرّئيس لتعاليمه هو وحدة الجنس البشريّ، والقضاء على التّعصّبات والحواجز الّتي تفرّق البشريّة، وأنّ وحدة جميع الشّعوب يجب أن تنشأ من خلال تطوّر النّظام الاجتماعيّ.
معظم تعاليم حضرة بهاء الله، مثل القضاء على التّعصبات، والمساواة بين الرّجال والنّساء، وضرورة التّعليم العمومي، وأهميّة العدالة الاجتماعيّة، الّتي تتطلب من بين أمورٍ أخرى القضاء على الفجوة بين الغنى الفاحش والفقر المدقع، كلّ هذه التّعاليم تنبثق منطقيًّا من هذا المبدأ الأساسيّ.
وفقًا للتّعاليم البهائيّة، تعتمد صحّة المجتمع وتقدّمه على تأدية العائلة لمهامها على نحو سليم يقوم على زواج لا يبيح تعدّد الزّوجات ويكون فيه الرّجل والمرأة شريكين متساويين. وصف حضرة بهاء الله الزّواج بأنّه “حصنًا للنّجاح والفلاح” وحدّد تربية الأطفال على أنّها الأساس، وإن لم تكن الهدف الوحيد من الزّواج. على البهائيّين واجب تلبية احتياجات عائلاتهم من خلال الاشتغال بعمل شريف مربح وتوفير التّربية الأخلاقيّة والأكاديميّة لأبنائهم.
على الصّعيد الشّخصيّ، حثّ حضرة بهاء الله كلّ فرد على تنميّة مواهبه وقدراته الّتي وهبها الله له وتعلّم حرفة أو مهنة، مضيفًا أنّ العمل الّذي يؤدّى بروح الخدمة للآخرين مقبول لدى الله ويعتبر شكلًا من أشكال العبادة. في حين حذّر من مخاطر غرور العلم والمجادلات عديمة الجدوى، كما شجّع على استخدام العقل، مشيرًا إلى أنّه لا ينبغي أن يكون هناك تناقض بين العلم والدّين، لأنّهما نهجان متكاملان في البحث عن الحقيقة.
لا يوجد في الدّين البهائيّ رجال دين محترفين أو فئة أخرى من النّاس وظيفتهم إدارة الجامعة أو عقد المراسم الدّينيّة أو تقديم الإرشاد الرّوحيّ.
إنّ غياب القيادة الفرديّة والهياكل الهرميّة يخلق وضعًا يوجب اتّخاذ القرارات الّتي تؤثّر على الرّفاه الجماعيّ من قبل جميع المعنيّين. لمواجهة هذا التّحدّي، يجب على جميع البهائيّين أن يتعلّموا نظامًا مشتركًا لحلّ المشكلات أطلق عليه حضرة بهاء الله اسم “المشورة”. المشورة هي أساس اتّخاذ القرار في العائلات البهائيّة وفي جميع المشاريع الجماعيّة الأخرى في الجامعة البهائيّة. إنّ المشورة توفّر طريقة فعّالة للوصول إلى القرارات الّتي ستضمن دعم الجامعة، وممارستها تساهم أيضًا بشكل كبير في بناء ثقافة مجتمعيّة تكون فيها العدالة أكثر أهميّة من السّلطة، حيث يمكن الاستماع إلى جميع الأراء، وحيث يمكن للنّاس الاستمتاع بالتّعلّم معًا.
يتمّ ضمان الاتّساق اللّازم من خلال شبكة من المجالس المنتخبة على المستويين المحلّيّ والمركزيّ، والّتي تتكون من أعضاء عاديّين يتمّ انتخابهم سنويًّا. كما يتمّ تنسيق عمل هذه المجالس من قبل بيت العدل الأعظم، الّذي ينتخب أعضاؤه مرّة كلّ خمس سنوات من قبل أعضاء جميع المجالس المركزيّة حول العالم. جميع الانتخابات البهائيّة تتمّ بالاقتراعٍ السّرّيّ في جوّ روحانيّ يسمو بالدّعاء والمناجاة. ولا يسترشد النّاخب إلّا بضميره ومعرفته الشّخصيّة بالجامعة، حيث لا توجد قوائم مرشّحين ولا ترشيحات أوحملات انتخابيّة قد تؤثّر على اختياره.
تتمّ مساعدة المؤسّسات المنتخبة من خلال شبكة عالميّة من المشاورين المعيّنين أو المستشارين الّذين يتم تنسيق أنشطتهم من خلال مؤسّسة أنشأها بيت العدل الأعظم وتعرف باسم دار التّبليغ العالميّة.
البهائيّون يعبدون الله عن طريق الصّلاة والدّعاء والمناجاة. وتشتمل جلسات الدّعاء على قراءة الأدعية والمناجاة وفقرات أخرى من الكتابات البهائيّة المقدّسة والأديان الأخرى. بينما تكون العبادة الفرديّة عن طريق أداء صلاة من الصّلوات الثّلاث التي سنّها حضرة بهاء الله. كلّ مؤمن بالغ يؤدّي هذا الفرض فرديًّا، ولا يخضع لأيّ رقابة أو عقوبة. تشمل الأحكام الأخرى الّتي تنظّم الحياة الشّخصيّة فترة الصّيام السّنويّة وتسعة أيّام مقدّسة يتمّ فيها تعليق العمل. لا توجد قيود غذائيّة في الدّين البهائيّ، ولكن يحرّم تعاطي الكحول والاستخدام غير الطّبّي للعقاقير المخدّرة والمسبّبة للهلوسة.
الحدائق البهائيّة والمصاطب مغلقة في هذه التّواريخ.
يأخذ التّقويم البهائيّ الاعتدال الرّبيعيّ في نصف الكرة الشّمالي بداية له، والّذي يوافق 21 آذار / مارس أو حوالي هذا التّاريخ. تتألّف السّنة البهائيّة من تسعة عشر شهرًا، كلّ شهر منها تسعة عشر يومًا، يضاف إلى ذلك أربعة أيّام أو خمسة أيّام بين الشّهرين الثّامن عشر والتّاسع عشر لإكمال العام في التّقويم الشّمسي. الشّهر التّاسع عشر هو شهر الصّيام والاستعداد الرّوحيّ للعام الجديد. وقد كان البهائيّون في إسرائيل وبعض الدّول الأخرى يحيون بعض الأيّام المقدّسة وفق التّقويم القمريّ.
لا ينبغي للبهائيّين العمل في هذه الأيّام المقدّسة في عام 2022 تصادف الأيّام المقدّسة الرّئيسيّة التّواريخ التّالية:
في عام 2022 تصادف الأيّام المقدّسة الرّئيسيّة التّواريخ التّالية:
21 آذار / مارس – عيد النّيروز هو يوم رأس السّنة البهائيّة واحتفال باختتام شهر الصّيام.
21 نيسان/أبريل ,29 نيسان/أبريل و2 أيّار/مايو – عيد الرّضوان وهو عيد يتّسم بالفرح حيث يحيي البهائيّون ذكرى الأيّام الإثني عشر الّتي قضاها حضرة بهاء الله في حديقة الرّضوان خارج بغداد عام 1863، والّتي أعلن فيها دعوته الإلهيّة على أتباع حضرة الباب.
اليوم الأوّل والتّاسع والثّاني عشر من هذا العيد لهم أهمّيّة خاصّة.
24 أيّار/مايو يصادف عيد ذكرى إعلان دعوة حضرة الباب في العام 1844، عندما كشف رسالته الإلهيّة لأوّل حواريّيه.
29 أيّار/مايو – إحياء ذكرى صعود حضرة بهاء الله عام 1892.
10 تموز/ يوليو – إحياء ذكرى استشهاد الباب في عام 1850 عندما تم إعدام حضرة الباب في تبريز بإيران.
26 تشرين الأول/ أكتوبر – ذكرى ميلاد حضرة الباب.
27 تشرين الأول/ أكتوبر – ذكرى ميلاد حضرة بهاء الله.
