Follow Us On

الجامعة البهائيّة
حول العالم

في الـ150 عامًا الأولى منذ نشأته، تجاوز الدّين البهائيّ الحواجز الجغرافيّة والثّقافيّة المرتبطة بأصوله الشّرق أوسطيّة وانتشر في جميع أنحاء العالم في عام 1988، مع وجود عدّة ملايين من البهائيّين يعيشون في أكثر من 100.000 بلدة في 205 بلدان ذات سيادة وغير سياديّة، وورد في الموسوعة البريطانيّة (بريتانيكا)، أنّ أتباع الدّين البهائيّ ينتشرون بكثرة في بلدان يفوق عددها أيّ دين آخر باستثناء المسيحيّة.

إنّ القبول السّريع وواسع النّطاق للدّين البهائيّ في غياب أيّ مؤسّسة تبشيريّة، لدليل على القبول العالميّ لتعاليمه الأساسيّة المتعلقة بوحدانية الله، ووحدة الأديان، ووحدة الجنس البشريّ. مع وصوله إلى أصقاع جديدة من العالم، استمرّ الأشخاص الّذين اعتنقوا الدّين البهائيّ في احترام ثقافاتهم وتقاليدهم. وهكذا فإنّ الجامعة البهائيّة متعدّدة الثّقافات حقًّا، وتمثّل تنوّعًا من شتّى الخلفيّات القبليّة والعرقيّة والإثنيّة في العالم شبّه حضرة بهاء الله تعدّد الأعراق والثّقافات في العالم بحديقة ملوّنة يتجلّى جمالها في تنوّع أشكال وأحجام وألوان أزهارها. بعيدًا عن ترويج العولمة المبنيّة على التّماثل، يحتفل البهائيّون بتنوّعهم ويقدّرون مساهمات الأقليّات الّتي ينظر إليها على أنّها تعزّز وتثري المجتمع بأسره.

العمل الاجتماعيّ

لقد خلق الجميع من أجل إصلاح العالم هو ما يؤمن به البهائيّون، وأنّ أفضل وسيلة لتحقيق التّقدّم الرّوحانيّ للفرد هي خدمة الآخرين والتّعاون معهم لصالح المجتمع الأوسع سيتمّ التّغلب على العديد من مشاكل المجتمع الخطيرة بمرور الوقت من خلال تضافر الجهود الواعية على مستوى الفرديّ والجماعيّ لتحسين البيئة والظّروف الاجتماعيّة المحيطة.

منذ بدايات الدّين البهائيّ، كان هناك دائمًا بعدٌ اجتماعيّ قويّ لأنشطة المجتمع. تمّ تنفيذ آلاف المشاريع على مدار السّنين في جميع أنحاء العالم في مجالات النّهوض بالمرأة، والحفاظ على البيئة، والتّعليم ومحو الأمّيّة، والنّظافة والصّحّة، والزّراعة وتربية الاسماك. معظمها كان عبارة عن مبادرات صغيرة على مستوى القاعدة الشّعبيّة مستوحاة من التّعاليم البهائيّة تستخدم قدرات السّكان المعنيّين وتعنى بهم مباشرة.

العمل الاجتماعيّ البهائيّ مبنيّ على مفهوم أنّ مفتاح التّقدّم المادّيّ يكمن في قدرات الرّوح البشريّة، وأنّ التّقدّم المادّيّ يجب أن يعزّز التّطوّر الأخلاقيّ والرّوحانيّ أيضًا. وبما أنّ القضاء على جميع أشكال التّعصّب والتّمييز هو هدف أساسيّ، يجب أن تعود الفوائد من العمل الاجتماعيّ الّتي بدأها المجتمع البهائيّ على المجتمع الأوسع بغضّ النّظر عن الانتماء الدّينيّ. مراعاة هذا المبدأ تقلّل من مخاطر تأثير الاعتبارات المادّيّة على قرار الفرد بشأن الانضمام أوعدم الانضمام إلى الجامعة البهائيّة.

 

المشاركة في الحوارات السّائدة.

اقتداءً بحضرة بهاء الله، الّذي كتب إلى حكّام عصره يحثّهم على اتّباع طريق السّلام والحكم بالرّأفة والإنصاف، تتوق الجامعة البهائيّة وأفرادها إلى المشاركة في الحوارات الّتي تؤثّر على مستقبل المجتمع الإنسانيّ. لهذا السّبب، انضمّت الجامعة البهائيّة إلى هيئة الأمم المتّحدة منذ تأسيسها في عام 1945 وتتمتّع الآن بامتيازات منظّمة غير حكوميّة ذات مركز استشاريّ. وجاءت مساهماتها الرّئيسيّة في مجالات حقوق الإنسان، والتّنمية الاجتماعيّة والاقتصاديّة، والنّهوض بالمرأة، والتّربية الأخلاقيّة، ولكنّها قدّمت أيضًا، في عدّة مناسبات، مقترحات تفصيليّة لمراجعة ميثاق الأمم المتّحدة لجعلها منظّمة أكثر فاعليّة. قدّمت العديد من الجامعات البهائيّة المحلّيّة مقترحات إلى الهيئات الحكوميّة تتعلّق بالإصلاح الدّستوريّ، والاندماج الاجتماعيّ، والتّربية الأخلاقيّة وغيرها من المواضيع الّتي تقدّم فيها التّعاليم البهائيّة بصائر خاصّة.

إنّ الهدف الأساسيّ للدّين البهائيّ هو تعزيز الوحدة والاتّحاد، ويؤمن البهائيّون أنّ هذه هي الطّريقة الوحيدة الّتي يمكن بها تحقيق التّقدّم الاجتماعيّ الحقيقيّ. وبالتّالي، فإنّهم في عملهم الاجتماعيّ وتصريحاتهم العامّة يتجنّبون بحذر الانحياز لأيّ جهة أو إلقاء اللّوم. فعلى سبيل المثال، عند مناقشة العنصريّة، والّتي تعدّ بأشكالها المختلفة إحدى المشاكل الرّئيسيّة في العالم اليوم، يصف البهائيّون التّعصّب بأنّه مرض يلحق الضّرر بالشّخص المصاب وبالضّحايا على حدٍّ سواء. وبالمثل، عند ترويج تعليم النّساء، يسعى البهائيّون إلى الحصول على دعم الآباء والإخوة والأزواج من خلال التّأكيد على المنافع الّتي تعود على المجتمع ككلّ بما في ذلك الرّجال. ينطبق نفس هذا المنطق على المشاركة في الشّؤون السّياسيّة. يحترم البهائيّون جميع السّلطات العامّة ويصوّتون في الانتخابات استنادًا إلى الكفاءة الشّخصيّة للمرشّحين. وفي نفس الوقت، وبما أنّ المنافسة والخصومة المتأصّلة في السّعي إلى السّلطة السّياسيّة هما بالضّرورة مثيران للفرقة والانقسام، فإنّ البهائيّين لا يترشّحون للمناصب السّياسيّة، ولا يقبلون التّعيينات السّياسيّة، ولا يدعمون أحزابًا أو فصائل سياسيّة معيّنة.

المركز البهائيّ العالميّ

مرقد حضرة بهاء الله في عكّا هو القبلة والمركز الرّوحاني للبهائيّين من جميع أنحاء العالم، وحيفا هي مقرّ المؤسّسات الإداريّة الّتي تدير شؤون المجتمع البهائيّ العالميّ بأسره. تشكّل المدينتان معًا مركزًا لحجّ البهائيّين لأنّهما تضمّان أقدس الأماكن والمواقع الرّوحانيّة والتّراثيّة ومصدر الهداية للجامعة البهائيّة.

على الرّغم من أنّ مكان نفي حضرة بهاء الله جرى اختياره من قبل حكّام إيران وتركيا المستبدّين لأسباب خاصّة بهم، إلّا أنّه رأى نفيه للأراضي المقدّسة تحقيقًا للنّبوءات الإلهيّة. خلال زيارة حضرة بهاء الله لحيفا في السّنوات الأخيرة من حياته، اختار موقع مرقد حضرة الباب، وأنزل لوح الكرمل، وهو عبارة عن نبوءة روحيّة تتعلّق بإنشاء مقرّ المؤسّسات الإداريّة للدّين البهائيّ على منحدر ذلك الجبل.

خلال سنيّ حياته، أمر حضرة بهاء الله المؤمنين الّذين رافقوه أو التحقوا به في المنفى بعدم نشر تعاليمه في الأراضي المقدّسة. وإبّان فترة حضرة شوقي أفندي، أصدر تعليماته إلى نسل هؤلاء المؤمنين الّذين كانوا لا يزالون يقيمون في هذا البلد بالمغادرة والاستقرار في أماكن أخرى. وبالتّالي فإنّ أفراد الجامعة البهائيّة الوحيدين الّذين يعيشون في إسرائيل اليوم هم حوالي 650 مواطنًا أجنبيًا تمّت دعوتهم للخدمة لفترة محدودة كمتطوّعين في المركز البهائيّ العالميّ، وعدد قليل من الآخرين الّذين تمّ السّماح لهم بالبقاء في الدّولة مؤقّتًا لأسباب معيّنة. في ظلّ هذه الظّروف لا يمكن لأيّ شخص الانضمام إلى الجامعة البهائيّة في إسرائيل.

يتمّ تمويل نفقات المركز البهائيّ العالميّ بالكامل من تبرعات البهائيّين والجامعات البهائيّة حول العالم، ولا تقبل أيّة منحٍ أو إعانات أو أيّة أنواع أخرى من التّمويل من الهيئات الحكوميّة، أو أيّة منظّمات أخرى أو أفراد من خارج الجامعة البهائيّة.

Skip to content